جاءت فاطمة من وهران إلى
العاصمة . بعد أن حصلت على شهادة الباكالوريا بتميز. اختارت ان تتابع
دراستها في الطب . اجتازت المباراة بنجاح ,وانطلقت في الدراسة .يحذوها امل كبير في
ان تعود يوما ما الى مدينتها الصغيرة
لتساهم في تخفيف ألام المرضي من أبنائها. كان حلما جميلا يراودها منذ
الطفولة .من منا لا يذكر تلك الأسئلة التي كان المعلمون والمعلمات يطرحونها علينا
ونحن في مستهل سنواتنا الدراسية الأولى بالابتدائي .
كثيرون من بيننا كانوا
يحلمون أن يصيروا أطباء وصيادلة وطيارين. وأن يحترفوا كل تلك المهن النبيلة.
لم تكن فاطمة وهي في مدرستها الأبتدائية في قريتها سوى واحدة من هؤلاء الذين يتوارتون الاحلام
جيلا بعد جيل.نحن الان في العام (2010 )
قطعت فاطمة أشواطا هامة في مسارها
الدراسي. هي الان في مستهل سنتها الدراسية الاخيرة قريبا سيتحقق الحلم. مساء
الخامس والعشرين.
( 25) من أكتوبر كانت
فاطمة تمر من قرب المحطة حسين داي
بالجزائر لما توقفت بمحاذاتها
سيارة سوداء كان سائق السيارة شابا يضع على عينيه نظاراتين سوداوين .في لمح البصر
خرج من السيارة رجلان أمسكا بها وصارا يجرانها الى السيارة حاولت أن تصرخ لم يأبه
المارة ولم يستوقفهم صراخها رغم كثرتهم . زجا بها في المقعد الخلفي وانطلقت
السيارة السوداء بسرعة جنونية.تذكر فاطمة أن خاطفيها أخذوا وجهة طريق الدار
البيضاء كانت تحاول أن تقنعهم أنها ليست من فتيات الرصيف توسلت اليهم قالت انها
طالبة جامعية وانها..في تلك اللحظة صفعها أحد اللذين أجلساها بينهما لم تكن فاطمة
قد صفعت من قبل أيقنت أن خاطفيها يضمرون كل ما قد يخطر ببالها من سوء.لم يعد
أمامها الا ن الا أن تسايرهم وتحاول أن تجمع القدر الأكبر الممكن من المعلومات حول
خاطفيها وحول الوجهة التي يسوقونها اليها.استجمعت كل قواها لأجل ذلك تجاوزت
السيارة المدار الحضري لمحطة الخروبة و فجأة أخذت وجهة منطقة سيدي يحي زعيرأوقف
السائق ذو النظارتين السوداوين السيارة أمر مرافقيه بوضع عصابة علي عيني فاطمة بدا
لها انه زعيمهم لم تعد تستطيع الرؤية الان تحركت السيارة وبعد ساعة أحست فاطمة
أنها تسلك طريقا غير معبدة حاولت أن تعرف المسافة بحساب نبضات قلبها لما أحصت
خمسمائة وستة وعشرين (526) نبضة توقفت السيارة سمعت صوت باب حديدي يفتح ثم دخلت
السيارة توقف هدير المحرك نزل الجميع اقتادوها الى الداخل هناك فقط أزيحت العصابة
عن عينيها أمروها أن تمتثل وتستجيب لكل ما يطلب منها ان هي أرادت أن تبقي علي قيد
الحياة.
كانوا أربعة (4) تناوبوا
على اغتصابها واستدعوا خامسا التحق بهم لم يسمع أحد توسلها افتضوها وتناوبوا علي
اغتصابها بوحشية علي مدي ثلاثة (ثلاثة أيام ) أيام.كانوا يتناوبون على حراستها حتي
لا تتمكن من الفرار ولما نفذ ما جاؤوا به من أكل وشراب قرروا التخلص منها وكما
جاؤوا بها معصوبة العينين أخرجوها من مكان احتجازها معصوبة العينين أركبوها
السيارة فتح الباب الحديدي الكبير ثم تحركت السيارة على الطريق غير المعبدة.ولجت
الطريق الأسفلتية ثم انطلقت بسرعة.في احد شوارع مدينة تيبازة في المناطق
النائية القوا بها من السيارة
ثم انطلقوا مسرعين .مرت
لحظات حسبتها دهرا قبل أن تدرك أنها استعادت حريتها فكرت في الذهاب الي مدينتها
بوهران لتبلغ أهلها بالذي تعرضت له ولكنها
سرعان ما تراجعت كيف لها أن تخبر عائلتها بالعار الذي لحقها.لقد فقدت عذريتها هي
تعلم أن ذلك سوف يسبب ألما كبيرا لأسرتها ولذلك قررت أن تخوض المعركة وحيدة.قصدت
مركز الدرك في القليعة للتبليغ عن ما
تعرضت له .كان رد الدركي الذي استقبلها أن عليها أن تدلي بأسماء الأشخاص الذين
خطفوها ثم اغتصبوها وأن تحدد عنوان المكان الذي تم فيه كل ذلك ثم ان ترفق كل ما
سبق بشهادة طبية تتبث تعرضها للاغتصاب تصوروا وقع هذا الجواب علي نفسية فتاة مثل
فاطمة كانت قبل ساعات فقط تتعرض لابشع ما
قد تتعرض له امرأة.
اعتبرت فاطمة رد دركي
المداومة اهانة تلحقها.قررت أن تستعين بمحام عله يجد سبيلا ميسرا للقبض على الجناة
ومحاكمتهم.لم يكن رد المحامي يختلف عن الرد الذي تلقته من مركز الدرك وكانت اهانة
اخري تلت سابقاتها لم تكن فاطمة المكلومة تتوقع ان ينظر الى قضيتها بهذا الأستخفاف
رأت أن المسالك القانونية لأخذ حقها ممن اعتدوا عليها تحفها
تعقيدات كثيرة ولذلك
قررت ان تسلك الاتجاه الاخر:المعاكس .قررت ان تثأر لكرامتها مهما كلفها ذلك ففي
نهاية الامر لم يعد لذيها الكثير مما تخسره. خسرت عذريتها ولم يعد لها من مجال
لتعود الى وهران لتحقق على الأرض حلم
الصبا عادت فاطمة الى البيت استجمعت قواها وباشرت التخطيط لتصل الى خاطفيها.
في صباح التاسع والعشرين
(29)من أكتوبر بعد أربعة (4) أيام من فاجعة اختطافها ارتدت ملابس لاتتيح لخاطفيها
التعرف اليها ان هي صادفتهم.أخذت وجهة البيت حيث احتجزت وتعرضت للأغتصاب.لما وصلت
الى المكان الذي توقف فيه خاطفوها ليضعوا عصابة علي عينيها تذكرت.هي الان في بداية
الطريق غير المعبدة التي تمهلت عندها سيارة الخاطفين كان مسلكا ينهجه المزارعون
تقدمت في المسلك وهي تحصي نبضات قلبها حين أحصت خمسمائة وستة وعشرين (526) نبضة
كانت قريبة من بوابة حديدية