![]() |
شبح دبدوب الجزء الأول |
شبح دبدوب قصة من تأليف الصديق وحيد الوحداني و تتألف من ثلات أجزاء سيتم عرضها على صفحتنا في الفايسبوك و أيضا على مدونتنا تابعونا من أجل كل جديد.
والأن متوجه إلى مدينة المدية أنا و صديقي سعيد وفي منتصف الطريق توقفت في جبل
شفة
جبل شفة معروف بخروج القردة
توقفت ونزلت من السيارة و
توجهت إلى ذالك المنبع المائي الذي يسيل من أعالي الجبل
ركبت السيارة و أنا انتضر
سعيد وعندما ركب قال لي بغضب
انضر لتلك العائلات
قلت : مابها تلك العائلات ياسعيد
قال : فاكهة البنان يفوق
سعرها 1200 دينار تقدم لقرد
ويتم كلامه.
انظر كم من كيلوغرام قد تم
إهدائه لقرد ياليتني كنت قردا لمدة خمسة دقائق وانا أستلم البناناجا من تلك الفتيات
الجملات. ( البناناجا. إسم دلع لفاكهة البنان
نظرا لغلاء سعره)
وبينما ادرت المحرك حتى ارى من امامي سيارة عائلية تتجه على الطريق
..الساعة تشير الى العاشرة صباحا ..الجو غائم ...تنزلق السيارة لترتطم بقوة مع عمود
كهربائي.. تنزلق وتسقط لأسفل الواد .
تهشم رأس السائق مع مقود
السيارة لأن الكيس الهوائي لم يعمل...زوجته بجانبه تصرخ لأن رجلها عالقة...أما أبنهم
الصغير في الخلف فقد كان ينزف بشدة فقد ارتطم بجانب السيارة...ينزف... والدماء تقطر
على دميته دبدوب التي لا يزال يمسك بها..دبدوب دمية من الطراز القديم...مصنوعة يدويا...
مات الأب والابن الذي لم
يترك دميته دبدوب التي امتلأت بالدماء...أما الأم فقد نجت من الحادث لتموت في المستشفى...
بعد خمس سنوات عائلة أخرى
ومشهد أخر وقصة من نوع أخر...
سمير يمسك يد إبنته أسيا البالغة من العمر ستة سنوات...يقومان بنزهة في أرجاء
مدينة البليدة وبالتحديد في حي ولاد عيش...لتتوقف اسيا فجأة امام دكان لبيع الأشياء
القديمة...وقد قالت:
-أبي أبي اشتري لي تلك
-هيا نذهب يا آسيا فقد تأخرنا
عن المنزل
-أرجوك ياأبي
قالتها اسيا وقد أصبحت ملامحها الجميلة وعينيها الزرقاوتان تتسمان
بالبراءة...نظر سمير في عينيها ليحن قلبه..
-حسنا هيا لندخل عند صاحب الدكان
انه دكان قديم مالكه عجوز
بالكاد يبصر ما حوله...
-مرحبا ايه السيد
-تفضلا ماذا تريدان ايها الأب وابنته الجميلة
قالها صاحب الدكان العجوز
ليستغرب سمير كيف أحس هذا العجوز بتواجدهم وعرف أنه أب ومعه ابنته وذلك دون ان ينظر
اليهما حتى....لتقاطع اسيا تفكير أبيها وهي
تقول:
-أريد تلك الدمية يا عم
اشارت اسيا بيدها الى أحد
الرفوف لينظر سمير الى ما أشارت اليه...ليجد تلك الدمية القديمة...دات الطراز اليدوي...ليقول
العجوز دون ان ينظر الى الدمية :
-اذا فقد وقع الإختيار عليك
لم ينتبه سمير الى ماقاله
العجوز واكتفى بالسؤال :
-ما ثمنها يا عم؟
-مجانا يابني
-لا ياعم يجب أن تأخد ثمنها
-إعتبرها هدية مني الى ابنتك الجميلة
احمرت وجنتا سمير خجلا من
هدية العم الذي ييدو عليه الفقر....واحمرت وجنتا أسيا فرحا بالدمية...أخدتها بكلتا
يديها وضمتها الى صدرها...وراحت تلعب بها محركتا إياها دات اليمين ودات الشمال....
-شكرا لك يا عم
قالها سمير وهو يمسك يد اسيا
ويغادر الدكان ليقول العجوز بصمت:
-لا تشكر شخصا اهداك الرعب يا بني...
عاد سمير واسيل الى المنزل...وهاهم
الأن يجلسون حول طاولة العشاء...اسيا تجلس بجانب أمها "علياء" وقد وضعت دميتها
بجانبها...وسمير يجلس في الجهة المقابلة وبجانبه خالد الأبن الأكبر لهذه العائلة الصغيرة...عائلة
تتكون من اربعة افراد....اسف نسيت ان اخبركم ان خالد لم يتعدى العشر سنوات...
تناولت العائلة العشاء لتذهب
كل من اسيا وخالد الى غرفتهما للنوم....
الساعة الأن تشير الى منتصف
الليل والكل غارق في النوم...وفجأة صرخة قوية تأتي من غرفة أسيا وخالد انه صوت اسيا
تصرخ...استيقظت علياء وسمير ليتجها مسرعين الى اسيا وخالد...فتحا باب الغرفة ودخلا
ليجدا خالد في الزاوية ينظر لأخته التي تضم دميتها وتقول :
-لا تفعلي ذلك أرجوك إنني أحبهم...
نظر سمير الى ابنه خالد طويلا...بينما
دهبت علياء تتفقد اسيا ليقول خالد وهو لا يزال
يرتعد:
-لا اعلم مالذي حصل يا أبي لقد أحسست بشيء يداعب قدمي لأستيقظ وكل مارأيته
هو أسيل فوق سريرها تضم دميتها وتصرخ...
كانت علياء تضم ابنتها اسيا
لتقوم بتهدأتها...وهذا ماحدث فقد تمكنت علياء من إعادة أسيا للنوم...وخالد أيضا...
-يبدو ان اسيا رأت كابوسا يا عزيزي
قالتها علياء لسمير الذي
بدا شارد الدهن...
-يا سمير اني أكلمك في ماذا تفكر ؟؟
-لا شيء يا عزيزتي...هيا عودي للنوم
صباح اليوم التالي....العائلة
تتناول الإفطار ليذهب بعدها سمير الى العمل بعد ان اوصل اسيا وخالد الى المدرسة...فسمير
يعمل سائق سيارة أجرة...اما علياء فإنها تهتم بشؤون المنزل...
وها نحن الأن في الفصل الدراسي
الخاص بأسيا...فصل كبير...وأطفال في عمر أسيا ...منهم من سيصبح أستاذا...او طبيب...او
مهندس...ومنهم من سيصبح شيء أعظم...ومنهم من لن يصبح....لأن الموت يناديه...كهذا الطفل
الصغير الذي يجلس بجانب أسيا...سقط فجأة على الأرض ليركض المدرس بإتجاهه يتفقد ماحدث
له...
ظل الأطفال يترقبون مدرسهم
وهو يتفقد صديقهم...وأسيا كانت تظهر عليها علامات الرعب لتضم محفظتها الى حضنها...
بعد ان علم المدرس أن الروح
البريئة قد رحلت الى ربها...طلب من الأطفال الصغار مغادرة الفصل لينتظرو في الساحة
حتى تتصل الادارة بعائلاتهم...
جلست أسيا وحيدة على أحد
الكراسي في ساحة المدرسة....تضم محفظتها...وتقول بصوت منخفظ:
-لا تقلقي لن أخبرهم من الفاعل
وصل سمير ليوصل اسيا الى البيت بعد أن استفسر عن سبب جعل الأطفال يغادرون
باكرا اليوم....
سمير يقود سيارة الأجرة وينظر
في المرآة الأمامية الى إبنته الجالسة في الخلف تضم محفظتها...
-مالأمر يا أسيا هل أنت خائفة
؟
لم تجبه أسيا...ليلمح سمير
كمية الخوف التي أصبحت في عيني إبنته...
وصل سمير الى المنزل ليطلب
من أسيا الدخول..ليعود الى عمله...
دخلت اسيا استقبلتها أمها
بإبتسامة جميلة...تحاول أن تخفف عنها...لأن ما حدث اليوم في المدرسة شيء مرعب للصغار...
-هل أنتي جائعة يا أسيا ؟
-لا يا أمي...سأدهب الى غرفتي
دخلت اسيا الصغيرة الى غرفتها
واغلقتها...لتلحق بها أمها لكن قبل
كاتب القصة : وحيد الوحداني