أعلان الهيدر

شبح دبدوب الجزء الثاني


-لا يا أمي...سأدهب الى غرفتي


دخلت اسيا الصغيرة الى غرفتها واغلقتها...لتلحق بها أمها لكن قبل أن تفتح الغرفة لتدخل سمعت ابنتها تقول:

o       لا تخافي لن أخبرهم أعدك...لا تبكي ارجوك...
دخلت علياء بعد ان سمعت اسيا تتحدث وحدها...لتجدها تحمل دميتها بيدها...وتنظر الى زاوية الغرفة والدموع تنزل من عينيها...دموع الخوف...
عاد سمير بعد يوم شاق من العمل بصحبة خالد...دخل للمنزل ليجد زوجته في انتظاره..أمسكت بيده وسحبته الى داخل المطبخ..
o       تعال يا سمير هناك امر مهم يجب ان اخبرك به
o       مالأمر يا علياء؟
o       إبنتنا يا سمير ...
o       ماذا بها إبنتنا؟
o       أصبحت تتحدث وحدها...
نظر سمير الى عيني زوجته...لتلمح في عينيه رعبا :
o       مالأمر يا سمير هل تعلم السبب؟
نظر طويلا الى زوجته...وابتلع ريقه...ارتفعت دقات قلبه...ليبدأ الكلام :
o       السبب هي تلك الدمية...
o       ماذا تقول ؟؟ كفاك هراء
انصتي لي يا علياء منذ ان اهدا ذلك العجوز تلك الدمية لأسيا وأنا غير مرتاح...واليوم دهبت الى دكانه لكي استفسره عن أمرها...
o       أكيد سيخبرك انها مجرد دمية عادية...
o       لم أجده يا علياء؟
o       ربما اغلق دكانه وهذا أمر عادي
o       لم أجد الدكان يا علياء لقد إختفى...
o       جحظت عينا علياء...لأنها تعلم أن زوجها لا يكدب...وتعلم أن حدسه لا يخطء...لتقول :
o       اذا سأتخلص من تلك الدمية والأن
o       ضحك سمير...ضحكتا تدل على الرعب...قائلا:
o       وهل تعتقدين أنني لم أفكر في الأمر...لقد تخلصت منها اليوم في الصباح رميتها في القمامة...لكنها عادت بطريقة ما!!
اكمل سمير كلامه...لتنطلق صرخة أسيا من غرفتها:
 
o       النجدة ابي ساعدني...
انطلق سمير مسرعا...بينما تجمدت علياء في مكانها...دخل سمير الى غرفة اسيا وخالد...ليجد اسيا تنظر الى خالد الذي يترنح على الأرض كأن شيء يخنقه....اقترب سمير من خالد محاولا مساعدته لكن لا جدوى إنه يختنق...لتقول اسيا :
o       لقد أخبرتني انها ستقتله يا ابي
o       تذكر سمير أمر الدمية....
o       اين دميتك يا أسيا ؟؟
o       هناك يا ابي..ارجوك لا تؤدها..
اسرع سمير الى الدمية حملها بكلتا يديه....ومزقها الى نصفين...ليتنفس خالد...وتنصدم اسيا من مافعله أبوها...
o       ماذا فعلت يا أبي؟...
قالتها أسيا لتتلقى صفعة من سمير....
o       اصمتي يا أسيا لقد كاد اخوك ان يموت بسبب هذه الدمية اللعينة...
بدأت أسيا الصغيرة بالبكاء محاولتا قول شيء ما لكن سمير قاطعها بصوت خشن بعث في قلبها الصغير الرعب :
o       أصمتي يا اسيا لقد نلنا كفايتنا من دميتك هذه.
بعد ماحدث دهب سمير للنوم محاولا ان ينسى مصيبتهم...استلقى على سريره وأغمض عينيه ليأتي ذلك الصوت من الفراغ قائلا:
o       لم تنل كفايتك بعد...سأقتلكم جميعا وسأترك ابنتكم وحيدة مثلي...
نهض سمير مفزوعا والعرق يتصبب من جبينه...فما سمعه الأن كان صوت طفل صغير...لكنه مرعب...مرعب كأنه إبن الموت....
هل تتذكرون ذلك العجوز الذي اهدا الدمية لأسيا..نعم إنه ذلك العجوز الذي بالكاد يبصر ماحوله....إنه الأن يقف في الشارع أمام منزل عائلة أسيا...ينظر بتمعن رغم أن عينيه مبيضتين...اقترب من باب المنزل ليخرج ورقة من جيبه...يبدو أنها رسالة...أدخلها من أسفل الباب ورحل..
استفاق سمير في الصباح...ولا يزال يفكر في ذلك الصوت الذي سمعه البارحة...هل كان يهلوس...أم انه حقا هناك شيء يلاحقهم...ولكن وبعد أن كان خارجا من المنزل ليذهب لعمله...تاركا أسيا وخالد في المنزل..فهو لا يعلم مالذي سيحدث لهم اذا دهبا للمدرسة...فتح سمير باب المنزل ليلمح تلك الورقة...حملها..وبدأ بقراءتها...
"مرحبا يامن إختاره القدر...ليقرأ رسالتي هذه...اذا كنت سمير فأكمل القراءة...وأذا كنت شخصا أخر فأعطها لسمير..."
o       قرأ سمير مقدمة الرسالة ليبتلع ريقه...ويكمل:
من العجوز الذي أهداك الرعب اليك انت سمير...لا تسأل كيف علمت إسمك لأنني أعلم الكثير..فأنا عراف...استطيع رؤية أمور لا تسطيع معرفتها...والأن دعني أخبرك سر الدمية التي أخدت لأن هذه هي المساعدة التي أستطيع تقديمها لك...الدمية لا شيء لأنها مجرد دمية عادية...الخطر في مالك الدمية...فقبل خمس سنوات وقعت حادثة سير في جبل شفة محاذان النبع المائي مات بها طفل صغير يمسك دميته في يده...دميته التي لم يتخلى عنها وروحه تغادر جسده...روحه التي ضلت بدورها متشبتتا بتلك الدمية...وصلتني تلك الدمية عن طريق الصدفة لأنني بائع للأشياء القديمة...لأعلم بعدها انها متعلقة بروح تؤدي الاخرين...والطريقة الوحيدة للتخلص منها هو بجعلها تختار شخصا غيري...وبما أنني عراف فإنني أجيد قليلا من السحر...فبدأت أجوب العالم وأصنع دكانا وهميا في بعض الأماكن لكي أجعل الدمية تختار وقد أختارت ابنتك...هذا كل مااستطيع اخبارك به ...الوداع "
o       قرأ سمير الرسالة ليجلس في مكانه أمام الباب...لينتبه لجملة توجد خلف الورقة..
·        "تحدير : إياك وأن تمزق الدمية مهما حدث "  :
o       يا إلاهي مالذي فعلته؟
قالها سمير متجها الى خارج المنزل...نحو أكياس القمامة...ليأخد نصفي الدمية وعاد للمنزل مسرعا..ينادي على علياء زوجته..
o       علياء...
o       ما الأمر يا سمير ؟
o       لا تسألي وبسرعة قومي بخياطة الدمية هيا أرجووك..
نظرت لعيني سمير...ودهبت لخياطة الدمية...أما سمير فقد علم أن الصوت الذي سمعه البارحة كان بسبب غضب روح الطفل الصغير من ما فعله سمير بدميته...كما أن هذا هو السبب الذي جعل أسيا تغضب بعد أن مزق سمير الدمية...
o       خالد ياخالد...أسيا
قالها سمير بصوت مرتفع ليحضر كل من خالد وأسيا التي لا تزال علامات الحزن ظاهرتا على وجهها...ليضمهما الى حضنه وهو يقول:
o       إجلسا هنا وكل شيء سيكون بخير فأنا معكما
أجلسهما بجانبه فوق الكنبة...وبعد وقت قليل خرجت علياء وبيدها الدمية وقد أخاطتها ببراعة...ليأخدها سمير ويمدها لأسيل قائلا:
o       هيا استدعي صديقك وأعطها له..وأخبريه أنني أسف
o       إنه يقف أمامك يا أبي
قالتها أسيا ليرتعب سمير...بينما خالد وعلياء لا يفهمان....يتبع
الجزء الاول : من هنا
الجزء الثالت : من هنا

تأليف وحيد الوحداني 
يتم التشغيل بواسطة Blogger.